أنتَ، نعم أنتَ، رِفْـــقا بالمار تشيكا لـــؤلـــؤة المتوسط
أنتَ، نعم أنتَ، رِفْـــقا بالمار
تشيكا لـــؤلـــؤة المتوسط
أنت، أتعلم أصل كلمة مارتشيكا؟ مارتشيكا كلمة
من أصل إسباني تتكون من كلمتين: مار وتعني البحر، وتشيكا
وتعني صغير، يعني البحر الصغير أو "البحيرة".
وقد كثر الحديث عن هذه البحيرة في الآونة
الأخيرة باعتبارها منطقة رطبة ذات أهمية على الصعيد العالمي ووجهة سياحية إيكولوجية
بإمتياز على ضفاف المتوسط خصوصا وأن شركة الدولة مارتشيكا ميد تهدف إلى إنشاء سبع مدن سياحية على ضفاف
البحيرة.
صورة 2: معاناة مارتشيكا من التلوث لا زال مستمرا.
المصدر: بعدسة الاستاذة خديجة زروق في 24 فبراير 2016م
فاليوم، وكما العادة ولأرتاح من متاعب الأسبوع المتراكمة، اتجهت صوب كورنيش
البحيرة، لاستمتع بسحرها وبجمالها الخلاب، وبينما أنا جالس أراقب مجموعة من الطيور
التي أضفت على البحيرة رونقا جميلا، إذ برجل مسن يجلس بقربي. وينظر بعين العاشق
لمحبوبته، نظراته للبحيرة جعلتني أتساءل عن سرها؟.
هذا الرجل قطع نظراتي إليه بعبارة "البحيرة حياتي، أودعتها كل
أسراري". كانت هذه العبارة بداية لحديثي ولصداقتي مع العم علي.
العم عَلْي الذي عبــر عن ألمه وعن حسرته للتصرفات اللامسؤولة من طرف
المواطنين تجاه البحيرة، تصرفات تخدش جمالية البحيرة والتي تتكرر باستمرار رغم
المجهودات التي تبدلها شركة الدولة مارتشيكا للحفاظ على رونق وجمالية البحيرة
وحمايتها من التلوث.
صورة رقم 1: مشروع شركة الدولة مارتشيكا ميد: إنشاء سبع مدن سياحية على
ضفاف البحيرة.
المصدر: Agence
pour l’aménagement du site de la lagune de Marchica. Projet d’aménagement et de
mise en valeur du site de la lagune de Marchica
ولا يختلف اثنان أن احتضان المنطقة لمثل هذا المشروع سينعكس إيجابا
على مستوى التنمية بالمنطقة، فبفضل هذا المشروع أصبحت مارتشيكا في حلة أنيقة
وجديدة، لكن ما لاحظه وأثناء زياراتي
المتكررة لكورنيش الناظور أن جوهرة المتوسط تعاني من إكراهات لها علاقة متينة
بسلوكات الإنسان. فيا ترى أين تتجلى هذه السلوكات التي تدمر البيئة؟.
صورة
رقم 3: طريقة تخلص زوار مارتشيكا من الأزبال.
المصدر: بعدسة التلميذ عمر شيلح في 28 فبراير 2016م
إن زوار البحيرة لا يحافظون على نظافة المارتشيكا – علما أن الكورنيش
يتوفر على أماكن خاصة بالنفايات – حيث يلقون ببقايا ما أكلوه وبطريقة لا مسؤولة في
أي مكان بعد انتهائهم مباشرة من الأكل....
تصرفات وسلوكات تشوه جمالية البحيرة.
فإلى متى يا إنسان ستستمر في تدمير محيطك البيئ؟ وإلى متى والبحيرة
الجوهرة الطبيعية ستظل تشتكي من قلة وعيك بأهمية المحافظة على البيئة وبأهمية
التراث البيئي والإيكولوجي الذي تحتضنه المنطقة؟ فرفقا رفقا يا إنسان بلؤلؤة
المتوسط.
تعليقات
إرسال تعليق